رسالة عمر بن الخطاب إلى نيل مصر
ذكر بن كثير عن نهر النيل إنه النهر الذي ليس في أنهار الدنيا له نظير في خفته ولطافته وبعد مسراه فيما بين مبتدئه إلى منتهاه
وقال بن سينا أن له خصوصيات دون سائر مياه الأرض منها أنه أبعدها مسافة من مجراه إلى أقصاه وانه يجري علي صخور ورمال ليس فيه خز ولا طحلب ولا أوحال ومنها أنه لا يخضر فيه حجر ولا حصاه وما ذاك إلا لصحة مزاجه وحلاوته وان زيادته في أيام نقص سائر الأنهار والعكس
وذكر ابن كثير حادثة تدل علي أن الأنهار يجريها الله وليس أمرا من الطبيعة فعندما فتح عمرو بن العاص مصر أتي أهلها إليه حين دخل شهر بؤونة فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا بها فقال وما هي.
فقالوا إذ كان خلي من شهر بؤونة 12 ليلة عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها وجعلنا عليها من الثياب والحلي أفضل ما يكون ثم نلقيها في النيل فقال لهم عمرو هذا ليس في الإسلام فمضى شهر بؤونة ثم أبيب ومسري والنيل لا يجري فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر:
إنك قد أصبت بالذي فعلت وإني باعث إليك بطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل ففتح البطاقة وجد مكتوب فيها:
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد:
فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله أن يجريك، فألقى عمرو بن العاص بالبطاقة في النيل فأصبح في اليوم التالي وقد أجري الله النيل 16 ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تلك الليلة عن أهل مصر إلى اليوم
رضي الله عنك يا عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق