السبت، 26 يوليو 2008

الزهد والرقائق

سر زهد الحسن البصري

سأل رجل الحسن البصري -رحمه الله-: ما سر زهدك في الدنيا؟ فقال أربعة أشياء: علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي، وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي، وعلمت أن الله مطَّلع عليَّ فاستحييت أن يراني على معصية، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي.

يحي البكاء

وقال حماد بن زيد: دخلنا على محمد بن واسع في مرضه نعوده فجاء يحيى البكّاء يستأذن عليه فقالوا: يا أبا عبد الله هذا أخوك أبو سلمه على الباب قال: من أبو سلمه؟ قالوا: يحيى قال: من يحيى؟ قالوا: يحيى البكّاء قال حماد: وقد علم أنه يحيى البكّاء، فقال: شر أيامكم يوم نسبتم فيه إلى البكاء.

خشية ابن المبارك

وعن القاسم بن محمد قال: كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة؟ إن كان يصلي فإنا نصلي، وإن كان يصوم فإنا نصوم، وإن كان يغزو فإنا نغزو، وإن كان يحج فإنا نحج، قال فكنا في بعض مسيرتا في طريق الشام ليله نتعشى في بيت إذ طفئ السراج فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج لحاجته فمكث هنيهة ثم جاء بالسراج فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع فقلت في نفسي بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا ولعله حين فقد السراج فصار إلى ظلمه ذكر القيامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق