جهنم 300 كيلو*
كنا مجموعة من الشباب.. ذاهبين إلى الدمام.. من الرياض.. ومررنا بأحد اللوحات على الطريق.. فقراها زملائي (الدمام 300 كيلو).. فقلت لهم أنا أرى.. (جهنم 300 كيلو).. فجلسوا يضحكون بذي النكتة.. فقلت لهم والله العظيم إني ما أرى أمامي مكتوباً إلا (جهنم 300 كيلو).. فتركوني وهم مكذبيني.. وراح الوقت.. في ضحك.. وأنا باق محتار من اللوحة التي قرأتها.. قال زملائي هذي لوحة ثانية.. حسناً قربنا.. (الدمام 200 كيلو).. قلت: (جهنم 200 كيلو).. فضحكوا وقالو يا مجنون.. قلت: والله الذي لا اله إلا هو أنني أراها (جهنم 200 كيلو).. فضحكوا مثل المرة الأولى.. وقالوا قد أزعجتنا.. فسكتُ.. وأنا مقهور.. وجالس أفكر.. مع الضحك جاءت اللوحة قال الشباب: ما عاد إلا قليل.. (الدمام 100 كيلو).. قلت والله العظيم إني أراها (جهنم 100 كيلو).. قالوا: خل عنك الخراط.. أذيتنا من أول السفرة.. قلت: نزلوني أرجع إلى الرياض.. قالوا: مجنون أنت.. قلت: نزلوني أرجع.. والله ما عدت أكمل معكم الطريق.. فنزلوني.. ورحت إلى الشارع الثاني.. وجلست أشير عسى أن يوقف لي أحد.. طولت ما أحد وقف إلا بعد فترة وقف لي راعي تريله.. فركبت معه.. وكان ساكتاً حزيناً.. ولا كلمة.. قلت له: يا أخي سلامات.. ما ودك نسولف.. عسى ما عليك خلاف.. قال لا والله فقط مررت قبل فترة بحادث.. والله ما رأيت أبشع منه في حياتي.. قلت:عائلة أم شباب.. قال: لا شباب.. سيارتهم (وذكر سيارة مثل سيارة زملائه).. فانفجعت.. قلت: أسالك بالله.. قال: والله العظيم.. وهذا الذي رأيته.. فعلمت أن الله أخذ أرواح إخواني بعد ما نزلت من السيارة وكملوا طريقهم.. يقول: وحمدت الله أن أنقذني من بينهم.. ولا أدري هل هم إلى جهنم.. كما كنت أقرأ في اللوحات.. لا أتمنى ذلك ولكنهم زملائي وأعرف كيف كانت معاصيهم.. اللهم لك الحمد.. فوالله الذي لا اله إلا هو لقد خرجت من الرياض.. وما في بالي أن اعمل لله طاعة..
* رواها الشيخ/ سليمان الشهري مغسل الأموات بالرياض..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق