دموع الشكر
فى ظلمة الليل.. وفى سكونه.. الكل نائم.. والبيوت هادئة.. إلا ذلك الشبح القادم من بعيد.. يتفقد الطرقات.. وكيف ينام وقد علم أن الله سيحاسبه على هؤلاء النيام..؟ بعد أن ولاه أمنهم ورقابهم.. كيف ينام وفى بلاده جائع أو عريان..؟ كيف ينام وهو المؤتمن عليهم..؟
وهو الخليفة العادل (عمر بن عبد العزيز) رضي الله عنه..
وعلى البعد رأى الخليفة العادل قافلة تقترب فوقف ينتظرها، وأشار إليهم فتوقفوا..
فنادى فيهم: أيها الناس كيف تركتم بلادكم وما هى أحوال أهلها..؟
فتقدم إليه أحدهم وقال:
تركنا البلاد الظالم بها مقهور والمظلوم منصور والغني موفور والفقير مجبور..
فابتعد رضي الله عنه.. ودموع الشكر تفيض في عينيه وقال:
والله لئن تكن البلاد كلها على ما وصف هذا الرجل أحب إلى مما طلعت عليه الشمس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق