الاثنين، 6 أكتوبر 2008

بحث علمي: التصدق بالأموال يمنح الإنسان السعادة
اليك بعض النتائج التي تعتبر مدهشة: فقد ظهر أن إنفاق الإنسان للأموال على الآخرين يجعله أكثر سعادة من إنفاقها على نفسه.
هذه كانت خلاصة أبحاث قدمها علماء في جامعة بريتيش كولومبيا وكلية هارفارد للأعمال، الذين أجروا ثلاث دراسات تهدف إلى تحديد العلاقة بين عادات إنفاق الأموال، والسعادة الناتجة عنها. ودقق الباحثون في دراستهم الأولى في حالات عينة من 632 من الاميركيين.
وسئل المشاركون في العينة أن يقدموا وصفا لدرجة شعورهم بالسعادة بشكل عام، إضافة إلى تقديم معلومات عن مدخولات الأموال التي استطاعوا جنيها خلال السنة، وكذلك الأموال التي انفقوها كل شهر على تسديد فواتير الأجور وعلى الهدايا التي اشتروها لأنفسهم ( صنف "الانفاق الشخصي")، والمبالغ التي انفقوها على شراء هدايا للناس الآخرين أو التي وهبوها للجمعيات الخيرية (صنف "الإنفاق الموجه نحو المجتمع").
المال والسعادة
وارتبطت المدخولات الكبيرة وكذلك المستويات الأعلى للإنفاق الموجه نحو المجتمع، بدرجات عالية من الشعور بالسعادة، كما أعلن المشاركون (وفي الواقع فإن تأثيرهما كان متساويا في محصلة السعادة). ألا أن مستويات الإنفاق الشخصي لم ترتبط بمشاعر السعادة كما أعلن المشاركون.
وفي الدراسة الثانية قاس الباحثون درجة سعادة 16 من العاملين الأميركيين ومشاعرهم، قبل شهر من حصولهم على مكافأة مالية من الارباح المتقاسمة التي تراوحت مبالغها بين 3000 و 8000 دولار، وبعد 6 الى 8 أسابيع من ذلك. وقد أعلن العاملون الذين أنفقوا نسبة كبيرة من مكافآتهم المالية على الآخرين أو تصدقوا بها للجمعيات الخيرية، عن شعورهم الأكبر بالسعادة، مقارنة بالآخرين الذين انفقوا الجزء الاكبر من مكافآتهم على انفسهم- وذلك بغض النظر عن مبلغ المكافأة المالية التي حصلوا عليها.
تجربة سريرية
وفي الدراسة الثالثة أجرى الباحثون تجربة سريرية عشوائية، اذ سألوا فيها 46 شخصا من المشاركين، تحديد درجة سعادتهم في الصباح. ثم وبعد ذلك استلم كل مشارك مغلفا يحتوي على مبالغ تراوحت بين 5 و 20 دولارا، وطلب منهم انفاق المبالغ بحلول الساعة الخامسة مساء.
وقد طلب الباحثون عشوائيا من نصف المجموعة المشاركة، إنفاق المال شخصيا، أي إنفاقه على المصاريف الشخصية او اقتناء الهدايا لأنفسهم، بينما طلب من النصف الآخر من المجموعة إنفاق المال بشكل موجه نحو المجتمع، أي لاقتناء حاجة لشخص آخر أو منح المال للجمعيات الخيرية.
وهنا، ومرة اخرى، ظهر أن المشاركين الذين أنفقوا أموالهم على الآخرين انتابتهم مشاعر السعادة في نهاية النهار أكثر من الذين أنفقوا الأموال على أنفسهم. ولم يلعب مبلغ المال المنفق أي دور في ذلك.
وفي الواقع فإن الدراسة الأخيرة هذه تعني أنه حتى إنفاق مبلغ 5 دولارات على شخص آخر، قد يكون كافيا لجعل الناس أكثر سعادة!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق