الخميس، 29 يناير 2009

الشهيد المصرى


  أبو حمزة.. شهيد مصري في غزة 

بطل قصتنا لن تستطيع السلطات المصرية ملاحقته بتهمة "العائدون من غزة" ومن ثم محاكمته عسكريا للمشاركة في معركة "الفرقان" كما تسميها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
"ياسر علي عكاشة" في العشرينات من عمره، ذهب إلى غزة بعد فتح الحدود المصرية الفلسطينية في يناير 2008 مقررا الانضمام لصفوف المقاومة الإسلامية بكتائب القسام، قضى أبو حمزة- كما كان يطلق عليه بين أقرانه في غزة - معظم وقته في حفظ القران حتى أتم حفظه وتم تكريمه مع حفظة القرآن الكريم بغزة.
كان أبو حمزة المصري عاقدا قرانه على فتاة مصرية قبل أن يعبر الحدود ويستقر في رفح الفلسطينية، وبعد أن أتم حفظ القران كاملا، قرر الانتقال إلى غزة لينضم إلى طاقم التدريب في الشرطة نظرا للياقته العالية ومعرفته بالتدريب، لكنه كان دائما ما يحزن حزنا شديدا لأن كل مكان كان يقصف ويكون متواجدا فيه لا يستشهد، حتى أنه طلب في أخر يوم من أصدقائه في رفح الدعاء له بالشهادة.
بالفعل.. كانت الشهادة، وبسببها لن تستطيع السلطات المصرية أن تحاكمه على الإنضام لصفوف المقاومة في غزة!.

استشهد أبو حمزة ياسر عكاشة في مخيم جباليا أثناء تصديه للقوات الصهيونية، وتحدث بعض من نقلوا جثمانه الطاهر إلى المستشفى أنه بعد أسبوعين ظل ملقى في مكان استشهاده وقد وجدوه والدماء ما زالت تسيل منه وجسده كأنه نائما. 
للجهاد فقط 

كان يعرض عليه أصدقائه كثيرا فكرة الزواج والارتباط خاصة أنه ترك مخطوبته بمصر، لكنه كان يعارضهم بقوله: "أنا جئت فقط من مصر لنصرة المجاهدين ونيل الشهادة، أنا تركت أهلي وخطيبتي في بلادي لأجل شيء أكبر من ذلك ولن أتزوج الآن".
ويتذكر أحد أصدقائه أنه كان مخلصا جدا لدرجة أنه خرج ذات مرة لحضور حفل في قاعة المؤتمرات بالجامعة الإسلامية بغزة، وإذ بإسماعيل هنية يدخل ليلقي كلمة فقام الشهيد رحمه الله وأخذ يكّبر من شدة الفرحة، حتى أننا جميعا تأثرنا بتكبيره.
ويذكر صديقه أيضا أن "الشهيد ياسر كان من رواد مسجد على بن أبي طالب في مدينة رفح، وكان يحب خطب الشيخ وجدي غنيم كثيرا، وكان حاقدا على النظام المصري، كنت أقضى معه الأوقات في موقع (علم 2) على الحدود في الأمن الوطني، وكم كان طيبا ومثالا للشاب المؤمن الورع، كان يضحك دائما ويبتسم دائما، وكنت في بعض الأوقات أجلس معه وبعض الوقت نتمشى على الحدود، وكان عليه رحمة الله دائما ينادي على الجنود المصريين على الحدود ويقول (يا دفعة) ويبدأ بالضحك معهم".
ظلت الدبلة في يديه حتى استشهد، وكان على تواصل مع أهله دائما، مقنعا إياهم بأنه قرر البقاء حتى زوال الاحتلال أو الاستشهاد، يقول عنه صديقه في الكتائب: "نحبكم في الله يا أسود أرض الكنانة" فلم يكن أبو حمزة المصري الأول ولا الأخير، فالتقديرات الإسرائيلية تشير إلى وجود ما يقرب من 1000 مقاتل عربي من مصر والسعودية والجزائر واليمن بالإضافة إلى عدد آخر من العرب المتزوجين بفلسطينيات



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق