السبت، 25 أكتوبر 2008

حكايتي مع أول سيجارة!

على طريقة اعترافات ليلية سأعترف لكم اليوم بسر خطير لا يعرفه بشر على وجه الكوكب ولا المجرات المحيطة!
يوم أن "انحرفت" وشربت في حياتي أول سيجارة!
وقد يبدو الأمر عادياً (
ولا فيه ريحة الانحراف)
إلا أن كوني كنت صغير السن

ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه الدم على رأي عبد الفتاح القصري الله يرحمه..
لهذا قررت أن احكي لكم عن حكايتي مع أول سيجارة!
كانت رغبة محمومة أن أمسك سيجارة بين سبابتي ووسطاي اليمني وألوح يهما في الهواء كشاعر يفكر في بيت شعر جديد سيقلب موازين الأدب العربي ويصل بي إلى جائزة نوبل للأدب (هي يعني نجيب محفوظ أحسن مني في إيه؟)
كنت أحلم طويلاً بالسيجارة الأولى وأن انفث الدخان من فمي في عمق مثل تنين ينفث لهباً رهيباً من فمه (
تقولش هركليز مثلا).
وظلت الرغبة تراودني حتى حانت اللحظة..
والفرصة ما بتجيش مرتين
والشاطر اللي يغتنمها
وأنا شاطر

كان أحد العمال لدينا في المنزل يصلح أحد الأعطال وترك علبة سجائره على منضدة السفرة ونزل لقضاء مشوار سريع، وأبي في الحمام، وأمي في المطبخ.. وأخواتي كلهم برة
قشطة يابا
قشطة بالهبل
أنا والسجاير لوحدنا
والشيطان زمانه جاي
ولما جه فعلاً

بأصابع مرتجفة أسرعت لعلبة السجائر وخطفت منها واحدة ومعها الكبريت وأخفيتهما بمهارة في يدي وأسرعت إلى حجرتي وأغلقت الباب في إحكام وأنا لا اصدق نفسي.
لقد فزت أخيراً بالغنيمة
يا للهول
يا للسماء
سيتحقق حلمي أخيراً

وأمام المرآة الكبيرة في حجرتي أشعلت السيجارة في تلذذ وعدم تصديق
افرح يا قلبي لك نصيب
والليلة دي عيد
الليلة دي عيد

ووضعت السيجارة في فمي مبتسم ابتسامة عريضة وأنا أرقب الدخان الخفيف المنبعث منها في البداية بعد إشعالها..
يا عيني عليه وهو طالع بيدلع بالراحة وانسيابية جذابة

يا سيدي يا سيدي
يا جماله
وبدأت المغامرة
أول نفس
وللدهشة والازبهلال
لم أكح كما توقعت ولا كحة
ما شاء الله
إيه الصحة دي يا د؟

اهو كده ولا فشر المعلم "ننوس فسواني" معرفهوش بيشرب سجاير في غرزته بأمان واستمتاع
الصدر مفرود والدخان طالع من الأنف بسهولة

الله أكبر
إيه الحلاوة دي؟
ثم شديت النفس التانى
ثم.......
ما هذا القرف؟
ما هذه الزبالة؟
إيه الطعم المهبب دا؟
مجانين دول اللي بيشربوا سجاير؟
بيشربوا القرف دا؟
بيحطوا الزبالة دي في بقهم بإرداتهم؟

أطفأت السيجارة على عجل وألقيتها من الشباك وتركته مفتوحا كي يذهب الرائحة الكريهة
وبعدها مباشرة نظرت لنفسي في المرآة وحادثتها وأنا مبرق عيني وكأنني شخص أخر :

إيه اللي أنت عملته ده؟
أنت مش عارف إن التدخين مضر وحرام؟
وكمان بتسرق السجاير عشان تطفحها يا مجرم؟
الله يخرب بيتك
وديتني في داهية

كل دا عشان نفسين وطلعوا مقرفين ويجيبوا الأمراض؟
من يومها
حرمت أشرب سجاير تاني
حرمت أحبك أحبك
وأبعدني عنك عنك
وسيبني أعيش

وهبطل السجاير وهكون إنسان جديد
وهىىىىىىى
عليك اللعنة
ثكلتك أمك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق