أيها المسلم انتبه !!!
إياك أن تكون ممن أصبحت العفة فى حياتهم مهدورة ! إياك أن تموت و تلقى الله بسبب غفلاتك عنها بذنوب وكبائر ثقيلة غير مغفورة !
كيف تصل إلى هذه العفة ؟ كيف يطلق عليك عفيف البصر واللسان واليد والقلب ؟؟؟
تساؤل متكرر هذه الأيام عندما تصدمنا تصرفات الشباب الطائشة ,والمشاهد الخارجة فى الفضائيات أو حتى فى الشوارع .الداعية عمرو خالد ..يرى أن الاكتفاء بالتساؤل والاستنكار لا جدوى منه ..بل على كل منا أن يتحمل مسؤليتة وأن يبدأ من بيته .
ويؤكد أن سماح الأبوين للفتاة بالخروج وحدها مع خطيبها يعد تصريحاً للخطأ ..وترك الحرية للشباب للإطلاع على المواقع الإباحية بالإنترنت ,وعدم إحتشام الفتيات فى الشوارع ومعاكسة الشباب لهن والخلوة التليفونية أيضاً وغيرها من السلوكيات الخاطئة ..كلها مقدمات للزنا وإرتكاب الفاحشة . عمرو خالد فى حوارة الأسبوعى يبحر معنا فى مفهوم العفة وكيف أهدرناها بتصرفاتنا ..سواء كانت عفة البصر أو اللسان أو اليد أو القلب:
هل تعتقد أن عفة الرجل و المرأة فى السنوات الأخيرة هى نفس مفهوم الغفة فى صدر الإسلام ؟ ما يشاهده الإنسان من أحوال الشباب والبنات الكبار والصغار .يجعله فى حيرة .كم واحد الأن عفيف اليد. عفيف القلب عفيف النظر عفيف اللسان عفيف البدن ؟كم فتاة وأمرأة لم يمسها إنسان قبل أن تتزوج؟عفة سيدنا يوسف
أريد أن أستعرض معك هذا النموذج العفيف نموذج سيدنا يوسف عليه السلام ..وسأضرب مثلاً بنماذج العفة فى الأمة لأقوى بداخلك رغبتك فى العفة .
انظر ليوسف عليه السلام ..شاب فى مقتبل العمر ,تملؤه رغبة الرجل فى المرأة .غريب ليس فى بلاده والغريب أكثر جرائة على المعصية من ابن البلد .
والمدهش أن المعصية تنادية داخل البيت الذى يعيش فيه .والتى تدعوه إلى المعصية شديدة القرب منه لأنها سيدته والعزيز مشغول عنها بأمور الحكم فيتركها فى البيت وحدها مع يوسف الذى كان جميلاً شديد الوسامة وهى ذات منصب بإعتبارها امرأة العزيز وهذا يغرى أكثر ..ثم تراوده عن نفسه وليس هو الذى يراودها . من يقاوم اليوم إغراء امرأة ؟
هل هناك شاب اليوم تراوده امرأة جميلة عن نفسه فيقول لا بقوة وبحسم ؟
وبعد أن راودته ,غلقت الأبواب حتى يكونا فى مأمن من الفضيحة .وقالت ( هيت لك ) فساعدته بدعوتها إياه مساعدة صريحة .ثم يحدث بعد ذلك أن تراود كل نساء المدينة هذا الشاب عن نفسه {وقال نسوة فى المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها فى ضلال مبين فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه} .وقع حبه فى قلوبهن ..كل نساء الطبقة العليا فى البلد تريد هذا الشاب .
{وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم }. فتحولت الغواية من امرأة واحدة إلى كل نساء المدينة كل واحدة تقول له :دعك من هذه المرأة فأنا لك .بعد كل هذا : {قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى .إنه لا يفلح الظالمون }.
وتقول عنه امرأة العزيز : {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } أى أنه كان شديد الرفض .ثم يقول يوسف : {رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه} .ما الذى جعله يستعصم ؟حب الله تبارك وتعالى :{لولا أن رأى برهان ربه} فلقد همت به وهم بها ,لكن شيئاً لم يحدث , لأنه رأى برهان ربه .تذكر الجنة والنار . البرهان هو تذكر يوم القيامة وتذكر الفضيحة إذا علم الناس وتذكر أن الله أكرمه فلا ينبغى أبداً أن يغضب الله فقال لا .
{رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن} أى لم يعد لى أمل إلا أن تحفظنى . فلما وقف وقفة قوية وأصر على عدم الرضوخ للمعصية : {فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن} لقد ثبت يوسف عليه السلام مرة ,فصرف الله عنه الفتنه ولم تحدث المعصية حتى مات يوسف ولم تتعرض إمرأة له ..كن ينظرن إليه نظرة هيبة وليس نظرة حب فانظر الذى بيده أن يقلب قلوب النساء والذى بيده أن يضبط قلبك ويحفظك و يصونك .
هذا نموذج العفة فى الرجال فماذا عن نموذج العفة فى النساء؟
السيدة مربم ..سيدة نساء العالمين {ومريم ابنه عمران التى أحصنت فرجها} السيدة مريم حين جاءها الملك ينفخ فيها الروح {قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر } أى أنه لم يحدث أن لمس رجل يدى وصارت سيدة نساء العالمين بالعفة الشديدة .
كيف حرضنا الإسلام على العفة ؟
اسمع دعاء النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول :اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى . قال الصحابة عن النبى صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء فى خدرها .إذا كان نبينا هكذا فكيف يجرؤ شبابنا على معاكسة الفتيات فى الشوارع ؟ تأتى النبى صلى الله عليه وسلم إمرأة تقول له :يا رسول الله أريد أن أسألك عن الطهر من المحيض كيف أتطهر ؟فقال تتبعى الدم .فقالت المرأة :كيف يا رسول الله؟فغطى النبى وجهه وقال :سبحان الله سبحان الله تتبعى الدم تتبعى الدم ,وانصرف وهو يغطى وجهه .
تقول السيدة عائشة :فعرفت الحياء فى وجه النبى .فأخذت بيدها مسرعة وقلت لها تعالى لأعلمك .. تعالى لأعلمك .
الخلوة التليفونية
قارن هذا السلوك بشاب وفتاة يتحدثان هاتفياً بعد منتصف الليل ويقولون كلاماً يندى له الجبين. قارن هذا بفتاة ساهرة حتى الثالثة صباحاً إلى جوار التليفون تنتظر رنين جرسه ومع الأسف يمكن أن لا تكون انتظار شاب بعينه إنما تنتظر أى شاب يحدثها على التليفون .أو شاب يضرب أرقاماً عشوائية لعل فتاة ترد عليه .انظر إلى السيدة عائشة رضى الله عنها وهى تدخل غرفة النبى صلى الله عليه وسلم بعد وفاة النبى ووفاة ابيها فتخلع ثيابها باعتبار أن المدفون بالغرفة زوجها وابوها . تقول عائشة: فلما دفن عمر، ما استطعت أن أدخل بيتي إلا وقد شددت ملابسي على جسدي حياء من عمر، إنه لمدفون تحت التراب.
السيدة عائشة تشعر بالحياء من الميت الغريب عليها كامرأة ,والمرأة هذه الأيام تصر على زحلقة الطرحة او الإشارب حتى تظهر الخصلات الأمامية من شعرها ,أو تجلس وسط الرجال بصورة لا تليق . ولنقارن هذا بالسيدة هند بنت عتبة ,التى قتلت سيدنا حمزة وتبقر بطنه ثم تخرج الكبد .وكانت المرأة الوحيدة التى أحل الرسول دمها عند دخوله مكة ,قال النبى :اذهبوا فأنتم الطلقاء يا أهل مكة إلا عشرة ,من رآهم ولو متعلقين بأستار الكعبة فليقتلهم .كان من بينهم هند بنت عتبة ..فلما أسلمت ,حدث أن جلس النبى صلى الله عليه وسلم يأخذ بيعة السيدات على الإسلام .فقال لهن :تبايعننى على ألا تشركن بالله شيئاً ,ولا تسرقن حتى وصل إلى ولا تزنين فقاطعته هند وقالت يا رسول الله أو تزنى الحرة ؟فسكت النبى صلى الله عليه وسلم
وقال :بايعننى على ذلك فقد كان يعلم ما سيحدث فى مستقبل الأمة وظلت هند تردد :أو تزنى الحرة ؟
من يقاوم جمالى ؟
كيف نضع البنزين إلى جوار النار ثم لا نتوقع إشتعال المعاصى ؟
اسمع هذه الحكاية :
كان هناك شخص اسمه عبيد الله بن عامر إمام الحرم المكى فى عهد التابعين .وحدث أن قالت امرأة فاتنة الجمال لزوجها :أتظن أن هناك رجلاً يمتنع من جمالى هذا ؟فقال لها زوجها لا ..إلا واحد اً لا أظنه أبداً يقع فى هذا الجمال .فقالت :من ؟قال :عبيد الله فقالت :فأذن لى أن أفتنه .فقال :أذنت لك فذهبت إلى عبيد الله !هناك بنات كالشياطين يتفنن فى جعل الشباب يقعون فى حبائلهن حين ترى فتاة تتصرف هكذا ,اعلم أن الشيطان يحركها فلا تهرول باتجاهها لأنها الشيطان بعينه .فإذا أمسكت يد الشيطان فإنك واقع فى غوايته .البنت تجيد ذلك بصوتها وحركاتها ونظراتها . ذهبت الزوجة إلى عبيد الله وقالت له :إنى أريد أن أسألك سؤالاً فقال لها :نعم قالت :أريدك لنفسى .
فقال لها :سأسألك أسئلة إن أجبتنى بصدق أعطيتك ما تريد .فقال :سلنى :قال :أو تصدقين ؟قالت :نعمقال :أرأيت إن أعطيتك ما تريدين الأن ,وجاء ملك الموت أكنت تحبين أن نفعل ما نفعل ؟قالت لا .
قال :صدقت .
قال :أرأيت إن وقفت أنا وأنت بين يدى الله فغضب علينا ,وقال :يا ملائكتى خذوهما إلى النار .أكنت تحبين أن نفعل ما نفعل ؟قالت اللهم لا .قال صدقت .
قال :أرأيت إن ألقينا فى جهنم وعذبنا حتى صرنا هشيماًوتفحمنا ..أكنت تحبين أن أعطيك ما تحبين ؟قالت اللهم لا .
قال: صدقت .
قالت كفاك .فإنى أتوب أتوب إلى الله وأستغفره
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق